الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ونس بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 17 من 124 صفحات

موقع أيام نيوز


في مكان آخر شبيه بصحراء خال من المباني و البشر
ارتفع ازيز سيارات سوداء رباعية الدفع ليشق سكون الليل و ظلمته 
جلس شاهين على كرسي خشبي بين سيارتين متقابلتين ثم رفع يده ليقوم السائقين باطفاء محركات السيارات 
نظر أمامه الي الرجل المرمي أرضا أمامه و الذي لا يظهر عليه أي ملامح للحياة سوى انينه المټألم بسبب عظامه التي تكسرت على يد أولئك الوحوش التابعين له 

مسح جانب شفتيه پغضب قبل أن يشير الى احد الرجال الواقفين قريبا منه ليحضر دلوا كبيرا من المياه و يسكبه عليه لينتفض المسكين بفزع و هو ېصرخ بصوت عال من شده الألم 
نظر شاهين بملل الى ساعة يده ليجدها قد تجاوزت الثانية صباحا زفر بضيق من طول هذا اليوم الذي يأبى ان ينتهي 
وقف من مكانه فجأة ثم ركل الكرسي بقوة حتى اصطدم بمقدمة السيارة ثم تقدم ليصبح واقفا بجانب الرجل 
تأمله باشمئزاز قبل أن يقول بصوت هادئ مخيفالمدير بتاعك فين 
تعالت أصوات صراخه المټألمة بعد أن و هو يقول پغضب انا دماغي
مصدعة و مش عاوز كثر كلام هو سؤال واحد ماركوس فين انا حديلك آخر فرصة بعد كده حخلي العربية دي تعدي فوقك ثلاث مرات و انت و حظك يا تعيش يا ټموت قلت ايه
الرجل پبكاء يا باشا هو سافر بس مش عارف فين اخر مرة كلمني 
هز شاهين رأسه يمينا
و يسارا قبل أن يبتعد و هو
يشير بيده 
استقل سيارته ببرود غير مبال بصړاخ ذالك البائس الذي اوقعه حظه في طريقه 
قبض شاهين على يده بقوة قبل أن يضرب بلور السيارة عدة مرات و هو يهمس بوعيد و قد برزت عروق رقبته و احمرت عيناه من شدة الڠضب حتروح مني فين يا ماركوس حلاقيك و حقتلك و لو كان آخر حاجة حعملها في عمري يا عشيق مراتي
الفصل السادس 
الساعة السادسة صباحا تململت كاميليا في فراشها الصغير وهي تتثاءب بكسلفالبارحة لم تأخذ كفايتها من النوم لتظل مستيقظة حتى ساعات الفجر الأولى و هي تفكر 
التفتت الي يمينها لتجد اختها نور تغط في نوم عميق تنهدت ثم قامت متجهة الى الحمام للقيام بروتينها اليومي
وضعت القليل من الكريم الذي أعطته لها هبة مسبقا على وجهها و يديها ثم ارتدت تنورة سوداء فضفاضة و معها قميص وردي و حجاب باللونين الأخضر و الأزرق حتى يبدو شكلها غير متناسق و منفر
ثم تسطللت على أطراف اصابعها خارج المنزل قبل أن تراها والدتها و تبدأ في الأسئلة 
وصلت إلى الشارع الرئيسي حيث كانت تقف هبة بملل تنتظرها
تعثرت كاميليا في مشيتها مما جعل هبة ټنفجر ضاحكة و هي تقول حاسبي لتوقعي و انت بنظارتك دي
فركت كاميليا جانب انفها و هي تنظر لصديقتها شزرا قبل تجيبها صباح الخير و يلا بسرعة عشان مش عاوزة اتأخر من اول يوم كفاية التوتر اللي انا فيه
هبة بضحك و هي تلحقها صباح النوريا بنتي امشي على مهلك دي لسه الساعة سبعة 
التفتت لها كاميليا ثم جذبتها من ذراعه تحثها على الإسراع قائلة بسخرية طبعا ماهي المرسيدس الكحلي الراكنة على جنب الشارع دي هي اللي حتوصلنا يا بنتي ثريا هانم متأكده عليا اني ثمانية و نص لازم اكون جوا الفيلا يعني ساعة و نص شحططة في المواصلات و يدوب نوصل هناك في الوقت 
هبة عندك حق المكان بعيد بس انت لو كملتي شغل شهر كامل هناك حيبقوا يبعثولك عربية مخصوص تجيبك زي خالتي 
كاميليا باستغراب و هي تشير الى التاكسي انت بتتكلمي بجد دا ايه الدلع داه كلهاوووف مفيش تاكسي راضية توقف في المكان داه
هبة هو
انت حتفضلي كل يوم تركبي تاكس على الحال حتفلسي و مرتبك كله حيروح مواصلات 
كاميليا بارتياح عندما توقفت احد عربات الأجرى بجانبها الحمد لله يلا تعالي نركب بلاش رغي انت حتوصليني الفيلا و بعدين تروحي الجامعة تحضري المحاضرات كلها عشان انقلها منك بعدين 
هبة و هي تركب بجانبها ماشي بس اعملي حسابك دي آخر مرة اروح فيها معاكيمش عاوزة اطب في احد الكائنات الغريبة اللي هناك 
كاميليا بتوتر حرام عليكي انا مش ناقصة خوف و مش عارفة ايه اللي مستنيني هناك مش كفاية وافقتك على الفكرة المچنونة دي 
ظلت الفتاتان تتحدثان طوال الطريق فتارة تتراجع كاميليا و تقرر عدم الذهاب و تارة أخرى ترضخ لتشجيعات هبةالى ان وصلتا أمام الفيلا
ترجلت كاميليا من التاكسي متشبثة في هبة رافضة تركها لتصيح هبة بضجر مش قلتيلي من شوية اوصلك و اروح الجامعة في ايه مالك يا كاميليا
كاميليا پخوف انت لسه بتسالي مالي انا كل اما بدخل الكومباوند دا و جسمي بيبقى يترعش لوحده انت مش شايفة كمية البادي قادرز اللي هنا و الاسلحة اللي عندهم يا نهار اسودانا مش قادرة ادخل الفيلا لوحدي يا بيبة وصليني عند خالتك و بعدها روحي
هبة
بضجر و هي تقترب من احد الحرس المرابطين أمام الفيلا طول عمرك جبانة يلا ورايا بس اعملي
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 124 صفحات