الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 27 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


!
توقف فجأة عن الكلام وكادت عيناه تخرجان من محجرهما عندما رأى باسم ملقى على الأرض فجثى على عقبيه بجواره ينادي عليه وهو يهزه برفق محاولا إيقاظه لكن الآخر بقي بلا حراك باسم بيه .. يا باسم بيه .. هو ايه اللي حصله!
سألها بلهفة وفتململت إبريل بقلق وهي تشير نحو باسم وتسأله سؤالا بلهجة مشتتة حيث تشابكت أفكارها أكثر فأكثر انت تعرفه!

أجابها على الفور بنبرة واثقة ايوه طبعا .. دا ابن صلاح باشا صاحب الكومبدوند دا كله
تنفست الصعداء ووضعت كفها على أنفه تستشعر انتظام تنفسه ثم فركت جبهتها بتعب وقالت بصوت منخفض طيب من فضلك .. لو سمحت .. شيله من هنا شكله مش داري بحاجة
سألها مستنكرا حيث لايزال يشعر بالحيرة طيب .. بس قوليلي .. هو ايه اللي جري هنا دا!
قلبت ابريل عينيها وهي تضغط على أسنانها بنفاذ صبر ثم أخرجت كل ما فى جعبتها من توتر و خوف و قلق بسبب هذا الكائن النائم دون أن يهتم بمن حوله ووجهت حديثها إلى ذلك الرجل المسكين بحنق مبالغ فيه يعني ما انتش شايف!! البيه دا كان هيدوسني .. دخل في العربية وطير الباب زي ما انت شايف كدا
تجهمت قسمات الرجل من ثورتها عليه وبقي صامتا على مضض لتتنهد بعمق وهي تستقيم في وقفتها تدريجيا ثم أخبرته بجدية وابقي بلغ اهله انه كسر عربية ريهام الهادي..
أختتمت كلامها وهي تتجاوزه لتسير نحو المنزل
تاركة إياه يتعامل مع الأمر بمفرده.
خطت عدة خطوات قبل أن تتوقف فجأة متذكرة أنها كانت تتحدث عبر الهاتف قبل تلك الحاډثة لكنها نسيت أمره تماما فنظرت إلى شاشته وأضاءتها فاتسعت عيناها وتسارعت نبضاتها بتوتر عندما وجدت أن الخط ما زال مفتوحا فهمست بإنشداه مصطفي!!
نهاية الفصل الثالث عشر
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الرابع عشر فستان زفاف رواية جوازة ابريل ج
في ايامنا المليئة بالتوتر يأسرنا من ېلمس قلوبنا بكلماته الحانية التي تكون كمثل السحر على روح الإنسان وقد تجعله مبتهجا.
أشرقت شمس صباح يوم جديد على أبطالنا حاملة معها أحداثا مختلفة تماما عما سبق.
فى غرفة ابريل
وكزها بأصابعه الصغيرة مصيحا بإسمها بصوت عال ابريل .. اصحي .. اصحي .. طنط تحت مستنية
فتحت ابريل عينيها بتثاقل وهى بين اليقظة والنوم على صوت عمر الجالس على السرير بجوارها.
نظرت إليه برؤية مشوشة إلى حد ما وسألت بصوت نائم طنط مين دي!
لاحت ابتسامة كبيرة على فم عمر وهو يجيبها بحماس طفولي فستان العروسة يا توته..
تململت أبريل بتكاسل في مكانها قبل أن تدير جسدها في الاتجاه الآخر غير مهتمة بما قاله حيث تمتمت في حالة من السخط والتذمر هي الاجازة مش بيعملوها عشان الواحد ينام .. هو انا ليه مش عارفة انام شوية عدلين!!
هزها بعناد قائلا بصړاخ وإلحاح قومي بقي!!
نهضت ابريل مستسلمة أمام سطوة مشاغبته الطفولية وهتفت بإنزعاج من بين سعالها الخفيف قبل أن تهبط بقدميها على الأرض وعينيها لا تزال مغلقة كفاية صړيخ في وداني .. خلاص صحيت اهو
ألقى عمر بنفسه عليها من الخلف بشقاوة طفولية ليهمس باسمها.
سمع منها همهمة خاڤتة فسألها بنبرة مندهشة هو انا ازاي جيت هنا
فتحت ابريل عينيها تدريجيا لتحدق في ستائر الغرفة وسبحت أفكارها مستحضرة أحداث الليلة الماضية عندما وجدت المكالمة لا تزال مفتوحة فرفعت الهاتف إلى أذنها للرد على مصطفى لكنها لم تتلقى أي رد منه مم جعلها تستعجب وظنت أنه ربما نام بينما كان ينتظر منها معاودة الاتصال به ولكنها لم تكن لديها الطاقة للتفكير في الأمر كثيرا إذ كان الذعر لا يزال يسيطر على كامل حواسها وعندما دخلت المنزل قادتها خطواتها إلى غرفة عمر فلم تشأ أن تنام بمفردها هذه الليلة لتحمله وهو غارق في النوم وأحضرته إلى غرفتها لينام معها حتى تزيح عنها شعور الخۏف والتوتر بداخلها.
انقطع سيل أفكارها بصوت عمر المتذمر انتي نمتي وانتي قاعدة .. ايه مش بسألك
أخذت ابريل نفسا عميقا قبل أن تدير رأسها نحوه لتهمس بدهشة مصطنعة ممزوجة بالمكر ايه دا!! هو انت ماتعرفش
اتسعت عيناه بفضول وهز رأسه بالنفي فواصلت إخباره بصوت هامس بليل كان فيه رياح جامدة جدا شالتك من سريرك وجابتك علي هنا
رفع عمر أحد حاجبيه بريبة متفحصا إياها نظراته قبل أن يزم فمه بعبوس طفولي عندما لمح شبح ابتسامتها المكتومة تطفو على فمها فسألها باستياء انت بتشتغليني ولا ايه!
دفعته للخلف برفق حتى سقط على السرير مؤكدة على كلماته بضحكة عابثة بالظبط كدا
نهضت ابريل من السرير وهي تفرك فروة رأسها لتقول بصوت أبح يلا انزل علي تحت وانا جاية وراك
التقطت ابريل هاتفها من على الطاولة بعد أن غادر عمر ظنا منها أنها ستجد مكالمات فائتة من مصطفى مثل كل صباح لكنها لم تجد شيئا منه فتفقدت الساعة ووجدتها قد تجاوزت العاشرة صباحا فزفرت الهواء بهدوء وذهبت لترتدي ملابسها استعدادا للنزول.
بقلم نورهان محسن
فى هذا الوقت
في فيلا صلاح الشندويلي
فى غرفة باسم
دخلت وسام إلى الغرفة المظلمة الباردة بسبب برودة المكيف لتذهب إلى الشرفة وتفتحها لتسمح لأشعة الشمس بالدخول لتنير أرجاء الغرفة.
صاحت وسام باسمه وهي تتوجه إلى سريره باسم .. يا باسم .. يا بني قوم .. ماتخوفنيش عليك
أنهت وسام كلامها وهي تجلس بجانبه ليسأل بصوت مكتوم ورأسه مغروسة في وسادته في ايه!
غمست وسام أصابعها في شعره الناعم لترفعه عن جبهته وتقلصت ملامحها وهي تستشعر حرارته المرتفعة وجبهته تتصبب عرقا فتعجبت في دهشة انت سخن كدا ليه! وايه اللي سمعته من ابوك دا!!
تمتم باسم بنبرة أجش وهو يتثاءب وبالكاد فتح عينيه بعد أن أدار جسده للاستلقاء على ظهره مش فاهم حاجة!!
أجابته وسام موضحة بلهجة قلقة ابوك قالي انك امبارح بليل عملت حاډثة بعربيتك هنا بالكومبوند
زوى باسم بين حاجبيه بحيرة محاولا التركيز على ما سمعه وهمس بوهن مشوش بتكلمي عن ايه! انا مش مجمع حاجة..
قطع صوت صلاح العالي المليء بالإستهجان حديث باسم وهو يدخل الغرفة بقامته المهيبة بملامحه المقلوبة بينما يقترب منهم وينظر إلى باسم بعينين فاحصتين ماتتعبيش نفسك معاه .. عشان مش هيجمع حاجة دلوقتي .. ابنك مش مكفيه الفضايح اللي عاملها في كل حته .. لا جه يعملنا كمان فضايح هنا .. كان راجع مش دريان .. وواحد من الامن هو اللي شالو لحد هنا .. بعد ما كان مرمي جنب عربيته في الشارع اللي جنب الفيلا..
جعد باسم جبينه پألم قوي
يعصف بلا هوادة فى رأسه وهو يرفع أنظاره إليه ويطالع والده الذي كان قد جلس على الكرسي وهو يكتم إنزعاجه من صراخه الحاد وسام تتحدث مع صلاح بنبرة هادئة نوعا ما محاولة امتصاص غضبه صلاح ممكن تهدي عليه شوية .. استني لما نطمن عليه .. دا شكله تعبان .. معلش أجل العتاب دا لبعدين من فضلك..
زمجر صلاح بخشونة مشيحا بيده في الهواء بحركة عصبية لا بعدين ولا قبلين .. انا قرفت منه .. عجبك فضايحه دي!!
اختتم صلاح كلامه بسؤال متهكم وهو يحدق فى باسم الذي اكتفى بالاستماع بنظرة منزعجة وهذا ما زاد من ڠضب صلاح ثم أردف بإمتعاض ماترد عليا يا بيه .. ايه الكلام مش عجبك ها!
سعل باسم بصوت أجش وألم حاد في حلقه ثم تمتم بضيق ارد اقول ايه!! انا فعلا مش مجمع اي حاجة من ليلة امبارح .. ودماغي هتتفرتك من الصداع
دفع صلاح بيده على كف يده الأخر غير مباليا بحالته وهو يكاد يفقد عقله من الڠضب جراء استهتاره المثير للأعصاب وبصوت ساخط هتف انت كنت امبارح هترتكب وانت مش دريان يا استاذ ..
انقبض قلب وسام وبصوت مړتعب استفسرت ايه يا صلاح .. ماتفهمني!
حدجه باسم بدهشة حقيقية بدت على وجهه ورغم القلق الذي تلبسه فور سماعه تلك الكلمات إلا أنه ظل مستلقيا في لامبالاة زائفة وينتظر بفارغ الصبر إجابة والده التالية التي يرويها لهم بصوت مليء بالڠضب وهو راجع علي الكومبوند كان هيشيل بنت فهمي الهادي بعربيته وهو ولا حاسس علي نفسه
وضعت وسام كفها على فمها بإنصعاق تخنق شهقة الصدمة التى خرجت منها وزاد الألم في صدرها من فرط الخۏف ثم سألته مرة أخرى يا خبر اسود!! ايه اللي بتقوله دا يا صلاح .. انت متأكد شوفت الكاميرات بتاعت الكومبوند!!
صدح الأمل يفوح في الجملة الأخيرة التى نطقت بها فربما كان هناك خطأ فيما قاله لكنه أغرق أملها في مهده وتشدق بصوت ساخر مش محتاج اتأكد بعد ما شوفت إكصدام عربية البيه مطبق .. انا نازل دلوقتي هعدي على فهمي ألحقوا قبل ما يعمل محضر باللي حصل في عربية بنته اللي دخل فيها طير بابها الوراني
ازدادت وسام ارتعابا وابتلعت لعابها بصعوبة وقالت ببحة متوترة باسم!! ايه اللي حصل امبارح .. ازاي حصل الكلام دا .. ماتفهمنا يا ابني!
أدارت وسام رأسها لتنظر إلي باسم في نهاية عبارتها وهو يفرك جبهته بأصابعه دليلا على تفكيره في الأمر وحاول أن يستدعى تلك الأحداث التي ذكرها والده في مخيلته وهو يتمتم بنبرة مشتتة اخر حاجة فاكرها اني كنت راجع علي البيت متأخر وسايق و..
توقف صوته فجأة عندما استرجع شريط أحداث الأمس واتضحت ذكرى حاډث الشاحنة كصوت وصورة في ذهنه يليها نوبة الهلع والألم الرهيب الذى أصابه وصولا إلى هذه الفتاة القصيرة التى ظهرت أمامه بغتة لكنه استعاد السيطرة على نفسه سريعا وواصل حديثه متظاهرا بأنه لا يعرف شيئا مش فاكر حاجة من اللي انت بتقوله...!!
تردد باسم في إخبارهم بحقيقة ما حدث لسبب لا يعرفه ثم فسره على أنه ليس لديه طاقة إحتمال على بالتأنيب واللوم منهم مع شعوره بالتعب والدوخة من ارتفع درجة حرارته وهذا كله أدى إلى إرهاق جسده بشدة فيما إستشاط صلاح ڠضبا من إجابته.
سارعت وسام تسأله بقلق جلى خوفا من أن يقع وحيدها في ورطة خطېرة مثل ذى قبل وريهام كويسة .. حصلها حاجة يا صلاح
رد صلاح بالنفى علي مضض ماكنتش ريهام .. كانت اختها الصغيرة مش فاكر اسمها .. بس محصلهاش حاجة ودا من لطف ربنا بينا .. شوفتي كان هيعمل فينا ايه كلنا
إستأنف صلاح حديثه محذرا إياه بصلابة وعصبية مفرطة بس عشان تبقي تقول ابويا قال .. اذا مارتجعتش عن الطريق الزفت اللي ماشي فيه دا هيبقي اخرة استهتارك دا سودة علي دماغك .. وهتخليني اعيد تربيتك تاني .. واعمل معاك حاجات ماكنتش عايز اعملها .. سامعني
هب صلاح من مكانه بعد أن قڈف على مسامعه تلك الكلمات اللاذعة مستهجنا ثم إلتفت ليخرج من الغرفة صافقا الباب خلفه.
بقلم
 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 52 صفحات