السبت 30 نوفمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


وانتي مالكيش جوز تستأذنيه قبل ما تعملي كدا!
سألت منى بإندفاع يعني اذا كنت استأذنتك كنت هتوافق ولا كنت هتقلبها خناقة!
رفع عز أحد حاجبيه وبلغ غضبه عنان السماء وكشر عن أنيابه ليخاطبها بصوت خشن معبرا عن استيائه يعني عارفة اهو ان دا كان هيسبب مشكلة مابينا ورغم كدا نفذتي اللي في دماغك
أطرقت مني نظرها إلى الأرض وهمست بصوت مخڼوق محاولة تبرير فعلتها جايز اكون غلطت لما ماقولتش ليك .. بس كانت نيتي اعملهالكو مفاجأة مش اكتر واجامل هالة .. كنت بغني مش برقص عشرة بلدي .. احب افكرك باتفاقنا اننا هنتناقش بهدوء في الخلافات .. بس رجعت تاني تثور عليا زي عوايدك ..

توقفت مني عن الحديث لوهلة ثم تطلعت إليه ببطء وسألته سؤالا يكتنفه غيرة قاټلة مما جعله يتوقف أمامها متجمدا في مكانه دون تعبير مقروء السؤال هنا انت ايه اللي خلاك تتنرفز اوي كدا ها .. ايه غيران عليها عشان بتتخطب بعد ما كنت بتفكر تخطبها زمان
بقلم نورهان محسن
داخل الحفلة تحديدا عند باسم
_وانتي مارفضتيش ليه
أطال باسم النظر في عينيها متحديا إياها بعد سؤاله شعرت أبريل على الفور بالضيق بسبب أنفاسه العطرة التي باتت تتنفسها الآن لتتشكل إمارات هذا الضيق على وجهها وارتبكت للحظات وهي تشيح ببصرها بعيدا لتقر بصوت متوتر انا صحيح اتهورت واللي عملته برا كان غلطة كبيرة .. بس اش عرفني اننا هنوصل لكدا انا مقصدش كدا خا..
قاطع باسم تبريرها مغمغما بنبرة مليئة بالغرور والتخابث وليه ماتقوليش انك في عقلك اللاوعي معجبة بيا و يمكن مارفضتيش عشان عاجبك مش محتمل برده
أقرن باسم عبارته اللئيمة بغمزة من إحدى عينيه الرماديتين التي أضاءت بنظرة شقية حالما رأى الڠضب ينطلق كالسهام من عينيها نحوه منتظرا ردها اللاذع عليه لكنها خالفت توقعاته عندما التزمت الصمت على مضض ولم تدعه يستفزها ليضيع ما خططت له فأضاف بدهشة زائفة سكتي يعني!! معندكيش رد ولا عجبك بجد!!
اتسعت مقلتا عينيها في ارتباك وصرت على أسنانها لتوبخه بإنفعال هامس الزم حدودك بدل ما اڤضحك قدام الناس اللي بيبصوا علينا و بيصورونا وماتفتكرتش عشان سكتالك هسيبك تتمادي مفهوم
همهم باسم باعتراض قائلا بابتسامة هازئة إحتلت جانب فمه وهو انا كنت جبرتك علي حاجة ما كان قدامك فرصة ترفضي وتقولي الحقيقة ماستغلتيهاش ليه !
نكست أبريل رأسها إلى الأسفل ولم تتمكن من مجاراته فى لعبته المسلية له ثم ابتسمت بتوتر حتى لا يلاحظ أحد ما يدور بينهما من حديث مستهجن من طرفها وخبيث من طرفه وتوالت أسئلته الواحدة تلو الأخرى بإصرار ليه اكدتي علي كلامي ليه قولتي انك بتحبيني وعايزة تكملي حياتك معايا 
تطلع باسم مباشرة فى عينيها متابعا بوقاحة ثم ماتنسيش انتي اللي تعتبري خطبتيني الاول علي فكرة..
كانت إبريل تستمع إليه وهي تستشعر أنفاسه العذبة مما جعل أنفاسها تنقبض من داخل صدرها بسبب الڠضب المفرط الذي تشعر به تجاه هذا الشخص المثير للأعصاب لتدفعه بحركة مفاجئة فتسكته عن الكلام وإرتاحت قليلا حينما أصبحت المسافة بينهما شبه معقولة لتدمدم بصوت مهتاج مليئ بالتحذير كلمة كمان وها هد المعبد علي دماغنا احنا الاتنين
باسم متشبثا بها بعناد يضاهي نظراتها إليه وسرعان ما أفلتت منه ضحكة مسلية عندما تذكر كيف سبق لها أن دفعته بنفس الطريقة فى المرحاض بينما استنكرت تصرفاته الغريبة بشدة وتصلبت فيروزيتها على وجهه عندما همس بنوع من التحدي ممكن تكوني انتي اللي كتبتي مشهد البداية .. بس نسيتي ان المسلسل كله من اخراجي ومن دلوقتي هتمشي علي النص زي ما انا اقرره
تحدت أبريل نظرته الماكرة بنظرة حقودة وقالت بين أسنانها بانزعاج واضح انا عايزة اروح الحمام حالا لو سمحت
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند عز
احتد تنفسه من سخافة سؤالها من وجهة نظره قائلا بصوت حاد غليظ
ايه التخريف دا .. لا انتي شكلك اجننتي علي الاخر!
هزت منى رأسها في يأس على تصرفاته وردود فعله عليها ثم سألته بقنوط انا اللي اټجننت!!
ضيق عز عينيه ڠضب مؤكدا بفظاظة ايوه .. بقيتي باردة ونكدية وبتتفنني تطلعي اسوأ ما فيا
صمتت منى تستمع إليه وكم آذاها بجهامة كلامه الذي تهاوى علي روحها يلسعها بلا رحمة فقالت بصعوبة واضح اني تعباك بتصرفاتي كلها ومابقتش بعمل اي حاجة تعجبك .. بقيت تقفلي علي الوحدة كأنك بتحاول تمهد لطريق المشاكل عشان نطلق يا عز
بتنهيدة حارة خرجت من ضلوعه تضاهى حماوة حديثهما المشحون بالڠضب وتمتم عز بإمتعاض وهو يضع يده على جانبه وهو عشان بتناقش معاكي يبقي مش عجبني تصرفاتك و عايز نطلق..
لم تتغير ردة فعلها الهازئة وهى تجهر بإستنكار وانت من امتي اتناقشت او كنت مهتم يا باشمهندس .. ما انت بقيت بټغرق نفسك في الشغل عشان تفضل بعيد عني .. ولو كنت في البيت مابتتهرب من قعادك معايا
رد عز بإنفعال اقعد عشان نقول نفس الكلام .. ومين اللي وصلنا للحالة دي! مين اللي حول حياتنا بالمنظر دا
ظلت منى تنظر إليه في صمت وهذا أثار استفزازه بقوة ف هزها بقوة كالورقة البالية يحثها على الرد بضراوة ها .. ماتردي!
بقلم نورهان محسن
عند لميس فى دورة المياه داخل الجيم
ظلت تلطم وجهها بالماء البارد وهي منحنية فوق المغسلة حتى أحست بالهدوء ينتشر في خلاياها من جديد إنها قادرة على تسكين آلام الحيوانات الضعيفة ولن تفشل في علاج روحها لم تعد صغيرة على إنكار الواقع أو الهروب منه بل ستعمل جاهدة للسيطرة على مشاعرها ولن تضيعها هباء لمن لا يشعر بها إمتزجت أفكارها بقولها بصوت عال بتشجيع باسم غالي عندي وبدل ما انا هنا قاهرة نفسي زي الهبلة المفروض اباركله واكون مبسوطة عشانه عادي معاه مهما حصل هو ابن عمك ومالوش ذنب اني صدقت وهم اخترعته في خيالي وهو مايعرفش عنه حاجة اصلا
أغمضت لميس عينيها وأخذت نفسا طويلا وزفرته ببطء راضية بالشعور الإيجابي الذي نقلته لنفسها وفجأة تجسدت صورة خالد في مخيلتها بعينيه اللامعتين وابتسامته الساحرة وصوته العميق فتحت جفنيها على الفور وابتسمت برقة خجولة وهي متعجبة من ذاتها ثم فتحت بسرعة باب الحمام المتصل بصالة الألعاب الرياضية وسارت عبر الممر الصغير باتجاه باب الخروج.
تلاشت الابتسامة عن وجهها لتحتل الصدمة قسمات وجهها بمجرد سماعها صوت أنثوي هامس يتردد في المكان صلاح!!
بقلم نورهان محسن
في ذات الوقت
عند باسم
كانت إبريل تسير بجوار باسم تنظر حولها وكأنها تبحث عن منقذ لها من براثنه ليدخل معها إلى الفيلا حتى يرشدها إلى دورة مياه الضيوف وعندما وصلوا إلى حيث كانوا ذاهبين لمع في ذهنه سؤال لم يتردد في طرحه للحظة عليها بصوت هادئ ازاي تبقي مخطوبة وتقولي انك خطيبتي قدام الصحافة مش غريبة دي!!
لوت ابريل شدقها بتفكر لوهلة قبل أن تجيبه بمراوغة وقولت كمان اني فسخت خطوبتي السابقة
تمتم باسم بسخرية غير مصدقا ما سردته أمام عائلته عايزة تقنعيني انك ماكنتيش عارفة ان مصطفي متجوز لما خطبك
عقدت إبريل ذراعيها تحت صدرها رافعة ذقنها في حركة غير مبالية لتخاطبه بجدية واقتضاب وانت يخصك في ايه !! ما عنك ما اقتنعت .. تفتكر اني مهتمة برأيك اوي .. ولا تكون بجد صدقت المسلسل اللي انت اخترعته من شوية عليهم
رمق باسم تلك الفتاة العنيدة بردود أفعالها اللاذعة معه بعينين ثاقبتين ثم أصلح عبارتها بلهجته الرجولية الثقيلة متحديا إياها أن تتجادل معه اللي احنا اخترعنا .. وللاسف انا فعلا دلوقتي في حكم خطيبك .. لما طلبتك من ابوكي وماعترضتش يعني اتورطنا احنا الاتنين زي بعض يا بندقة .. ومن حقي مابقاش عامل زي الاطرش في الزفة
ابتسمت ابريل ابتسامة باردة ممزوجة بالشماتة وهي تشعر بتشتت أفكاره وتزايد حيرته فى أمرها ثم ردت بتحدي وانا معنديش حاجة اقولها
حالما قالت ابريل ذلك دخلت الحمام فورا وأغلقت الباب على حالها دون أن تترك له المجال ليمنعها ثم استندت عليه بظهرها بينما صدرها يرتفع وينخفض وأصبح التنفس بانتظام صعبا وشاق عليها لقد صبرت على هذا الشخص الوقح أكثر مما المحتمل فحاولت تهدئة عقلها وأغمضت عينيها لتصفى ذهنها حتى تفكر في حل للخروج من المأزق الجديد الذي وقعت فيه بسبب غبائها وتهورها.
أما باسم في الخارج فدب الحائط بقبضته مفرغا غضبه من تمردها المستفز فأغمض عينيه يصر على أسنانه من الألم فى أصابعه ثم الټفت ليتفاجأ بخالد الذي كان يقف خلفه مباشرة بملامح حادة قاتمة.
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
داخل غرفة الجيم المصممة على الطراز الحديث والمريح بالإضافة إلى قطع أثاث أنيقة مع خزائن للحفاظ على الغرفة منظمة ومرتبة مع وجود بعض المرايا في زوايا الغرفة.
_صلاح
الټفت صلاح نحو الصوت الأنثوي الرقيق بهدوء فاتسعت عيناه بمجرد رؤيتها محدقا لثوان في فستانها الأخضر الفاتن الذي أذهله منذ أن رآها
فيه في الحفلة.
بدأ معدل تنفسها وبنفس الهمس تكلمت بلهفة اتأخرت عليا اوي
تمتم وهو يضحك بصوت عابث وحشتك اوي كدا يا ديدو!
أومأت دعاء بتأكيد لتقول بصوت خاڤت مثقل بالعاطفة وحشتني بشكل فظيع
قال بصوته الرخيم براحة شوية ماتنسيش احنا حوالينا ناس
هزت دعاء رأسها نفيا لتهمس استرخاء تام احنا بعيد عنهم بمسافة كبيرة .. ثم انت نسيت الكاميرات هنا متعطلة ومين هيجي صالة الجيم دلوقتي .. يعني خلينا ناخد راحتنا شوية مع بعض بقالي كتير مش عارفة اشوفك يا صلاح
تنهد صلاح بحرارة قبل أن يتمتم بصوت رجولي جذاب ممزوج بالتمني كان نفسي اوي يا حياتي افضل .. بس مقدرش اتأخر علي الضيوف و ممكن وسام تلاحظ غيابي اكيد هي متوترة دلوقتي
ابتسمت دعاء بدلال وهي تنظر في عينيه بوله وأخبرته بثقة مش هتلاحظ هي مشغولة بولادها وضيوفها
كان على وشك الرد عليها فأسكتته ولم يستطع مقاومتها.
خطړ في باله أن هذا المكان ليس آمنا فهو دائما يراعي التفاصيل الصغير قبل الكبيرة وخاصة في شؤونه معها حتى لا ينكشف سره لذا فأنه شديد الحرص.
سيطر على نفسه بصعوبة ويتمتم بصوت جدي لاهث خلينا نأجلها شوية وأوعدك في اقرب فرصة هكون عندك وناخد راحتنا
أطرقت دعاء رأسها أرضا وهي تحاول التملص منه لتقول بنبرة منزعجة طيب يا صلاح اللي تشوفه
سألها صلاح مستغربا ايه دا انتي زعلتي ولا ايه!
رفعت دعاء رموشها لتنظر في عينيه مستغربة من دهشته لتقول باللوم والغيرة الشديدة المصحوبة بالسخرية من النفس عادي يعني هزعل ليه المفروض أني اتعودت .. مش انا اللي وافقت على كدا من الأول يبقي لازم افضل ساكتة .. وكالعادة هي اللي بتحضر معاك الحفلات وايدها في ايدك قدام كل الناس وانا واقفة اتفرج عليكو من بعيد .. مش برده دي
 

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 52 صفحات