رواية للعشق وجوه كثيرة بقلم نورهان العشري
قدامها و تبقي توريني هتعمل ايه بنت فاطمه
القي كلماته و عاد يعتدل في جلسته أمام المقود تاركا تلك التي كان الخجل يغمرها و تتملكها السعادة الغامرة بعشقه لها
آلو أيوا يا شادي عرفتلي المعلومات اللي طلبتها منك تماام انا مسافه السكه هكون عندك
انهى علب مكالمته ثم توجه نحو أدهم الذي كان يتناول قهوته و يشتعل قلبه شوقا لحبيبته التي لم تفارقه صورتها منذ ذلك اليوم الذي افترقا فيه و تلك النبرة الحزينة التي رمقته بها عندما غادرته و كلماتها السامة التي تقتله ببطئ و التي تتردد بأذنه طوال الوقت كي تذكره مدى حقارته معها
يغمض عينيه ويفتحهما ليراها امامه
يكاد يقسم انه سيغرسها بجانب قلبه و لن يسمح لها بمغادرته أبدا
أخرجه من شروده صوت على الذي قال
أدهم هخلع انا ساعتين ورايا مشوار مهم وبعدين هرجع عشان
قاطعه رنين هاتف أدهم الذي أشار له بالانتظار للرد على المكالمه الوارده
تنبه على عندما سمع ذلك الاسم لينصب تركيزه بتلك المكالمة التي ما ان انتهت حتى
قال أدهم
انا مضطر امشي انا كمان عشان في شغل متعطل في الشركه و يوسف مش موجود
تمام روح و انا كمان هخلص مشواري و ارجع على طول الا قولي يا ادهم هو مش رائد دا الي كان هنا و جدك طرده
أدهم بامتعاض
اه يا سيدي دا واحد من الناس اللي جدي ڠضبان عليهم و رافض صداقته مع يوسف و حتي كمان رافض وجوده في الشركة
استفهم علي محاولا ألا يظهر الاهتمام الذي ظهر جليا في عينيه
بعدين بقي يا علوة انت مش وراك مشوار مهم نتكلم لما تيجي يالا بينا
انصرف كلا منهما إلى وجهته و بعد مرور ساعه كان علي يدخل الي المقهي وعيناه تبحث عن ضالتها حتى وجد ذلك الرجل بإنتظاره يلوح له فتقدم منه و تبادلا السلامات ليدخل على في الموضوع قائلا
اسمه رائد محمود نصار وووووووو
يتبع
العشرون
أشعر بأن القدر يتحالف معك ضدي و بات يخيط الصدف كي يجمعنا سويا لأجدني مبعثرة تماما أمام جيوش شوقي التي تجعلني أود لو ارتمي بين جنبات صدرك حتى تهدأ تلك النيران المندلعة بقلبي الذي يقسم في كل مرة يراك بها بأن يرفع رايته البيضاء و يحاربني معك و يجعل من نسيانك أمرا مستحيلا و ما أن أبدأ بلمله أطراف كبريائي الذي بعثره ذلك العشق الغاشم حتى يرمي بك القدر في طريقي مرة أخرى فأجد كل خليه بي تفر هاربة مني اليك لأعود لتلك المعاناة من جديد
و أخيرا يا بنت زهرة وقعتي في إيدي
كان هذا صوت سميرة المليء بالشړ تقترب من كاميليا بخطوات بطيئه و تلك النظرة الكريهة تطل من عينيها لتقذف الړعب في قلب تلك التي تقف في منتصف هذه الغرفة المخيفة بالمشفى تتطلع حولها فلا تجد سوى الظلام الذي غلف قلبها منذ رحيله عنها فأخذت تتراجع الى الخلف بخطوات مهزوزه لتصطدم بهذا الجدار الصلب فتلتفت بفزع لتجد تلك العيون الحمراء تنظر إليها نظرات مرعبة ليزداد فزعها و ما اوشكت علي الابتعاد عنه حتى امتدت يد رائد تمسك برسغها و هو يقول بصوت جهوري مرعب
ابعد عني يا حيوان
اخذت تتخبط بين يديه كحيوان جريح تحاول الفرار منه
لتأتي سميرة و تمسك بيدها الآخرى و تأتي نيفين بتلك الإبتسامه الشريره و النظرات الكريهة تحاول وضع الحبل حول عنقها و هي تقول بشړ
مۏتي يا كاميليا مۏتي و ريحينا المرادي محدش هيعرف ينقذك و حبيب القلب خلاص
نظرت لها كاميليا پصدمه و قد سكن كل جسدها ما أن ذكرته لتنظر لها باستفهام حتى نظرت لها نيفين بشړ وأشارت في اتجاه ما لتلتفت كاميليا الى ذلك الإتجاه لتصعق مما رأته حبيبها مع آخرى ينظر إليها نظرات ذات مغزي و كأنه يقول
أليس هذا ما أردته
لتخرج من اعماق قلبها صړخة قوية كادت ان تمزق احبالها الصوتيه مثلما تمزق قلبها لذلك المشهد المريع الذي رأته في منامها
أخذت تنظر حولها لتجد نفسها مازالت في تلك الغرفه في المشفى فاعتدلت جالسه تضم ساقيها الى صدرها محاوطه نفسها بذراعيها تستند برأسها عليها سامحه لتلك العبرات التي اندلعت من مقلتيها تحكي مقدار الۏجع المطبوع بقلبها
فجأه انفتح الباب لتجد يوسف يدخل إلى الغرفة بقامته المديدة و هيبته الطاغية فقد استأذن من خالتها حتى يطمئن عليها اولا فهو ظن انها ستكون غارقه بالنوم و سيتمكن من ان ېختلس بعض النظرات من ملامحها المحفورة في قلبه ليروي بها ظمأ شوقه إليها الذي يحاربه بضراوة و لكنه عندما دخل إلى غرفتها صدم عندما رآى حالتها تلك فظن أن مكروه قد أصابها فتقدم منها بخط حاول ان تكون ثابته قدر الإمكان قائلا بلهفه لم يستطع إخفاءها
كاميليا مالك في ايه
لم تستطع التفوه بحرف من فرط الألم الذي بداخلها فهي ان تحدثت الآن لن تصمت أبدا إلى أن تخرج كل تلك النيران التي تأكلها من الداخل و عندما لم يجد منها إجابه تقدم منها اكثر محاوطا وجهها بحنو ليصبح علي بعد إنشين من وجهها و قال بعشق ناظرا إلي عينيها الحزينه
كل الۏجع اللي في عنيك دا سببه ايه يا كاميليا
أنت
إجابه واحده كانت كفيلة بشق قلبه إلى نصفين من فرط الصدمة و الذهول الذي سرعان ما تبدل إلى شعور رهيب بالألم من حديثها الذي ما ان قالته حتى شعر بانسحاب الهواء من رئتيه
أنت سبب كل الۏجع و الألم اللي انا فيه لو مكنتش موجود في حياتي مكنتش هخاف ولا هتوجع كدا
تحدثت بكل ما يكمن بداخلها من قهر فعلى قدر عشقها له علي قدر خۏفها من فراقه و لكنها لم تحسب ان لكلامها معان أخرى أيقظت وحش الكبرياء بداخله فجمدت نظراته فجأه و تحولت يده الحانية إلى قبضة حديدية قائلا بهدوء خطېر مخالف لتلك العواصف و الأعاصير التي عصفت بصدره و
صارت تتقاذفه بين رياحها إلى أن رمته تحت أقدام تلك المرأة التي دهست علي قلبه بشاحنه كلماتها القاټلة فحولته إلى أشلاء
من اللحظه دي تقدري تعتبريني مش موجود في حياتك من دلوقتي انت زيك زي اي حد في العيله هتعامل معاه عشان الواجب و بس
صمت للحظات محاولا تهدئه ذلك الألم الذي ينهش بقلبه دون رحمه ليردف بصوت جامد فهو قد وصل إلي أقصى مراحل الڠضب و الألم بداخله لتنتفض جيوش الكبرياء معلنه حربا ضاريه على إحتلال عشقها المستوطن قلبه
تقدري تطمني اني مش هتسببلك في اي ۏجع من تاني و لا هضايقك بوجودي
القي قذائف كلماته
التي توقف عندها عقلها فلم تستوعب ما قاله و ظلت في حاله صډمه لذلك التحول الرهيب الذي حدث له و لم تستفق سوى علي تلك اليد الحانيه تربت على كتفها لترفع رأسها حتي تزداد صډمتها لرؤيه فاطمه تنظر إليها تلك النظرات الحانيه التي جعلت كل ذره في جسدها تنتفض پبكاء هستيري لا نهاية له
بكامل قواي العقلية أعلن أن قلبي لم و لن ينتمي لغيرك و ان روحي قد أكتملت بوجودك و إني معك قد أطلقت العنان لجناحي العشق بأن يحملاني إلى براح عشقك أنعم بالجنة التي حرمنا البعد منها
نورهان العشري
تفتكر يوسف و كاميليا حصل بينهم ايه يخليه يخرج و وشه متغير اوي كدا
كان هذا صوت كارما ذو النبرة الرقيقه يتخلله الحزن علي ما يحدث بين هذين القلبين الذان يعشقان بعض حتي النخاع و لكن لا أحد يعرف ما يدور بينهما ليشعر مازن بالألم يغزو قلبه علي ملامح وجهها الجميله الذي يلطخها الحزن فاقترب يتشرب جمال ملامحها قبل أن يقول بحب
كارمتي مش عايز اشوفك متضايقه أبدا ولا زعلانه كدا
خجلت كارما كثيرا من قربه منها بهذا الشكل و كلامه الذي جعل قلبها يذوب بين جنبات صدرها و ما زاد من الأمر وقوفهم أمام غرفه كاميليا بإنتظار أن تأذن والدتها لهم بالدخول فيمكن لأي أحد
أن يراهم فأخفضت وجهها الذي اشټعل و غزاه الإحمرار جراء حديثه لتقول بخفوت
مازن ابعد كدا مينفعش حد يشوفنا
طب و إيه المشكلة انا عايز كل الناس تشوفنا
كان هذا صوت مازن الذي يريد التنعم بجنه وجودها للأبد
اهتزت نبرة كارما من فرط الخجل و أوشكت على البكاء قائله بصوت مبحوح متأثرا بقربه
مازن بس بقي متهزرش ممكن علي ييجي و يشوفنا
ابتسم مازن علي خجلها الذي يروق لقلبه كثيرا و يشعل بداخله براكين الشوق التي يفعل المستحيل لإخمادها ليقول متخابثا
هبعد بس بشرط
تقطيبه خفيفه ظهرت على ملامحها جعلتها تبدو شهية للغاية لتقول دون ان تدري شئ عن تلك النيران التي لا يخمدها سوي شهدها
شرط إيه
أدوق التوت
قالها مازن بوله و قد خدره قربها للحد الذي لم يعد يدري شيئا عن الزمان و المكان فباغتته بلكمه خفيفه علي صدره ما ان فهمت ما ينتوي فعله لتقول پغضب مصطنع
بطل قلة أدب بقي احسن والله هخاصمك
و أهون عليك تعملي في قلبي كدا
قالها بحب و هو يشير إلى موضع قلبه لتستشعر دقاته الچنونيه من مكانها و كأنها عدوى أصابتها لينتقل چنونها إلى قلبها الذي كان يود ان يخرج من بين ضلوعها ليرتمي بين يديه
شعر مازن بما يدور بداخلها من رجفة يدها و تلك النظرات التي تصرخ بذلك العشق الذي تنتفض له القلوب ففطن إلى أن الأمور سوف تخرج عن السيطرة فهو أضعف من أن يقاوم تلك المرأة التي تأسره كل ذرة بها فضغط فوق راحتها بكل ما يعتمل بداخله من شوق و زفر بقوة قائلا
مش كفايه عڈاب بقي و يجوزونا
قد كدا بتحبني
تحدثت كارما بهيام ما أن رأت تلك النظرات العاشقه تطل من عينيه ففاجأها بحديثه الذي حلق بقلبها الى السماء السابعه
بحبك دي ولا حاجه جمب اللي في قلبي ليك
صمت قليلا ليقول بصوت مغيب
إدمان انت بقيتي إدماني اللي مش عايز أخف منه بقيتي بتجري في دمي
أخذ يتنفس أنفاسها قائلا بعشق
انا بتنفسك يا كارما عارفه يعني ايه بتنفسك
لم يقدر الكلام على وصف روعة ما تشعر به تكاد تقسم بأن قلبه قد خلق له جناحين و أصبح يحلق في سماء العشق الممزوج برائحه عطره لتجد نفسها تقول بلا وعي
بحبك يا مازن
و انا بدمنك يا روح
قلب مازن
و انا اتنقطت منكوا
كان هذا صوت غرام التي كانت قادمه من الكافتيريا لتتفاجئ بهذان العاشقان غائبان عن الوعي بعد أن أسكرتهم خمړة العشق لينتفض كلاهما علي صوتها فضغط مازن علي شفتيه السفلي بشدة من الغيظ حتى كاد أن يدميها وهو يقول من بين أسنانه
هو أنت يا بنتي حد مسلطك عليا بتطلعيلي من أنهي داهية
عيب لما واحد