رواية نبض قلبي لاجلك بقلم لولا نور
مكانها بانتظاره...
بزغ نور الفجر وانقشع الظلام ... ومع ظهور اول خيط من خيوط نور الصباح ... انفتح باب غرفه العمليات وخرج منه الطبيب وعلامات الارهاق باديه علي وجهه...
هرع عدي نحوه متلهفا لسماع خبر يطمئن به قلبه القلق ...
منه باقدام مرتجفه لا تقوي علي حملها ... دقات قلبها الهادره تكاد تصم اذنيها .... لم تستطع النطق ... فقد تنظر له بعيون راجية ان يسمعها ما يثلج قلبها....
عدي مستفهما بقلق خير يا باسل طمني علي عاصم...
باسل بعمليه الحمد الله العمليه نجحت ... قدرنا نطلع الړصاصه من كتفه .. الحمد الله انها موصلتش للعضم والا كان الوضع هيبقي اصعب ... هي اخترقت اللحم وعملت قطع جزئي في وتر الكتف....
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هو في الافاقة دلوقتي وبعد كده هيطلع علي غرفه عاديه ....
بس طبعا هو واخد مسكنات ومهدئات كثيره علشان الالم ... فهو مش هيفوق غير علي الظهر ... تقدروا تطمنوا عليه وتروحوا وجودكم هنا مالوش لزوم ...حمد الله علي سلامته ...
تحرك مغادرا نحو مكتبه ولكنه استدار لعدي مره اخري قائلا عدي عاوزك في مكتبي بعد ما تخلص ..عن اذنكم ...
خارت قواها واقدامها لم تعد تحملها.. ترنحت في وقفتها وكادت تسقط ارضا من شده التوتر والضغط العصبي الذي عاشته في السويعات السابقه ...
عدي من ذراعها واجلسها علي احد المقاعد ..سالها بقلق سوار انت كويسه !!!سالت الدموع من عينيها فرحا بسلامته ورجوعه لها كانت تضحك
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
وتبكي في آن واحد وهي تردد الحمد الله .. الحمد الله...عاصم عايش يا عدي ..عاصم عايش...
بعد قليل كانت تجلس علي مقعد بجانب الفراش الذي ينام عليه عاصم ... تطلع اليه بقلب يعتصر الما وهي تراه ساكن بلا حرال
مغمض العينين ...شاحب الوجه...كتفه وذراعه ملفوفه بالشاش الابيض وذراعه محموله علي حامل معلق حول عنقه...وكف يده الاخري موصول بها انبوب المحلول المغذي....
لم تمتلك القدره للسيطرة علي دموعها ...كانت تبكي بحرقه كلما تتخيل انها كانت علي وشك ان تفقده ...تفقده بعد ان وجدته وعشقته..وجدت الحنان والاحتواء والامان
حمحم عدي محدثها بهدوء سوار ممكن تروحي ترتاحي وتغيري هدومك وتبقي تيجي تاني ...الدكتور قال انه مش هيفوق قبل الظهر
السواق تحت هيوصلك وهيرجعك تاني...
رفضت نافيه حديثه ونظراتها مثبته على عاصم انا مش هتحرك من هنا من غير عاصم... زي ما جينا هنا سوا هنروح سوا...
انا بس عاوزه شنطتي وتليفوني هما وقعوا مني قدام العربيه ساعه الحاډثه ومش عارفه هما فين!!!
تمام انا هتصرف ...انا هروح اشوف الدكتور وارجع لك تاني...
دلف عدي الي مكتب الدكتور باسل وابن عمته ... خير يا باسل!!
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
عاصم شخصيه معروفه وجاي مضړوب پالنار ولو اتعرف انه في المستشفي هنا وانا مبلغتش انا اللي هتأذي....
قاطعه عدي رافضا بشدهمش هيحصل يا باسل ... انا مقدرش اخد قرار زي ده من غير عاصم ومفيش حاجه هتحصل الا لما عاصم يفوق واطمن عليه..ده غير اني عارف ومتاكد ان عاصم مش هيبلغ ....
باسل باستنكار يعني ايه مش هيبلغ!!!!
عدي موضحا يعني مش هيبلغ ... عاصم مالوش اعداء ودي حاجه اول مره تحصل ان حد يضرب عليه ڼار ...
ده غير انه لو بلغ والموضوع وصل لاهله في الصعيد الدنيا هتقوم ومش هتقعد ومش بعيد الموضوع يتحول لتار !!!!
دول صعايده وعاصم عيلته كبيره وهو ابن كبيرهم وكبير البلد .. يعني مش هيسكتوا... فالاحسن اننا نستني لما عاصم يفوق ونشوفه هيتصرف ازاي ولحد ما عاصم يفوق انا بقولهالك تاني يا باسل مش هناخد اي اجراء.. وياريت انت كمان تاكد علي الناس بتوعك في المستشفي ان مفيش حد دخل هنا باسم عاصم ابوهيبه لان لو ده حصل عاصم مش هيعديها علي خير ....
اومأ باسل براسه موافقا علي كلام عدي مضطرا حتي لا يتسبب في مشاكل لعاصم ..مؤجلا قرارته في انتظار رأي عاصم النهائي!!
اسيبك بقي واروح اطمن علي عاصم ... قالها عدي وهو يتوجه للاطمئنان على صديقه.....
..........
طرق عدي علي باب غرفه عاصم ثم ولج الي الداخل بعد ان آذنت له سوار بالدخول ....
نظر الي عاصم الغافي وسألها مستفسرا عن حالته اخباره ايه لسه ما فقش
اجابته و تتنهد بحزن لا زي ما هو....
تقدم منها عدي واعطاها حقيبتها وهاتفها... اتفضلي حاجتك اهيه كانت في العربيه مع السواق ومعاهم تليفون عاصم .. ودي ساعته ومحفظته اللي كانوا معاه سلموهم لي بعد العمليه خاليهم معاكي..
شكرايا عدي تعبتك معايا...
متقوليش كده يا سوار انت ما تعرفيش عاصم بالنسبه لي ايه... ده اخويا وصاحبي وعشره عمري ..ربنا يطمنا عليه ..
ثم اضاف بالحاح وتاني يا سوار تقدري تروحي تغيري وتريحي شويه وتيجي.. انت مش شايفه حالتك عامله ازاي ...
ردت بزهق وعصبيه ارجوك يا عدي بلاش تضغط عليا اكتر من كده ... قلت مش همشي من غيره!!!
اومأ برأسه قائلا اللي يريحك .. انا علي العموم هستني باره قدام الاوضه لو عاوزه حاجه انا موجود...
.........
القت نظره علي هاتفها الذي قارب شحنه علي النفاذ ...تنهدت بارتياح عندما لم تجد اتصال من اولادها او شقيقها ....
وضعت هاتفها وهاتف عاصم جانبا وتحسست باناملها ساعته الفضيه الكبيره ومحفظته الجلديه... ....
قامت وتحركت نحو المرحاض الملحق بالغرفه... نظرت في المرأه امامها .. هالها مظهرها المذري!!!
فتحت صنبور المياه وغسلت يديها الملطخه بدماؤه وكذلك وجهها... اختلطت المياه بدموعها التي لا تتوقف... كتمت شهقاتها وجلست علي الارضية البارده تبكي لفتره طويله حتي اخرجت كل ما في قلبها ... قامت وغسلت وجهها اكثر من مره بالمياه البارده حتي تهدأ...
خرجت من المرحاض وجلست علي المقعد بجانبه ... منه ومدت يدها يده الموصولة بانبوب المحلول ... ثم اسندت راسها علي طرف الفراش وهي بيده ...
اغمضت عينيها وهي تطمئن قلبها بانه بخير وان كل ما مرت به مجرد كابوس مفزع وعندما تستيقظ سيكون كل شيء كما كان ..ثم غفت بعدها وذهبت في سبات عميق....
.......
مع انتصاف النهار بدأ عاصم في الاستيقاظ... فتح عينيه بتعب واغمضها اكثر من مره يحاول ان يفوق ولكن جفونه تغلق دون ارادته...
!!! يشعر بصداع رهيب يشطر رأسه لنصفين.. وكتفه وذراعه لا يشعر بهم...
وفي حاله الوعي والاوعي الذي يعيشها ... مرت صور في مخيلته عن الحاډث!!!
سوار...عيد ميلاد.. رقص ... سوار ... سيارته... دراجه بخاريه .. طلقات رصاص..!!!
وفجأة فتح عينيه علي وسعها وهو ينطق باسمها مذعورا من ان يكون اصابها مكروه... سواااار !!!!
ولكن خرج صوته ضعيف مټألم...
داربعينيه في ارجاء الغرفه حوله .... وجد نفسه في مكان لا يعرفه ... حاول النهوض ولكن الم ذراعه منعه من الحركه.... حاول تحريك يده الاخري ولكن وجد يد بيده.!!!
يد يعرفها ويعرف ...
حرك راسه ناحيتها فرأها نائمه بنصف جسدها علي طرف الفراش وهي بيده..
تنهد بارتباح عندما وجدها غافيه بجانبه ... تطلع عليها وهي نائمه بهدوء .وشعرها الاسود الطويل مغطي جانب وجهها حاجبا عنه رؤيه ملامحها بوضوح....
سحب يده الحره بهدوء من تحت يدها بعد ارتخاء قبضتها علي يده...
ازاح شعرها للخلف بهدوء
وكانها شعرت به فحركت راسها تحت يده مستمتعه يده الخشنه علي وجنتها...
ابتسامه هادئة زينت ثغره علي فعلتها ... نداها بصوته المتعب وهو يربط برفق علي وجنتها ...
سوار.. حبيبي ... سوار ...!!
اخترقت نبرته الضعيفة غياهب عقلها فنبهنا..ولكنها لم تستيقظ ظنا منها انها تحلم به ...ولكن مع ندائه الثاني جعلها تفتح عينها علي الفور....
تقابلت عيناهم معا في لقاء دام لثواني !!! هو بنظرات مبتسمه هادئة متعبه .. وهي بنظرات شاخصه غير مدركه...!!
ثواني وانتفضت ثوار من جلستها الغير مريحه عندما ادركت انها لاتحلم وان عاصم قد فاق وينظر اليها بعينيه التي تعشقها...
بيده الحره بين يديها وقالت بايتسامه سعيده لعودته لها مره اخري.
عاصم حبيبي... حمد الله علي سلامتك ... انت كويس...!!
بادلها بابتسامه اكثر سعاده وتحدث بوهن ...
انا كويس يا حبيبتي الحمد الله ... ثم صمت لثواني لالتقاط انفاسه مقاوما الم راسه وكتفه ...
المهم انت كويسه حصل لك حاجه طمنيني عليكي ....
سالت دموعها رغما عنها وردت من بين شهقاتها... انا كويسه يا حبيبي .. المهم انك بخير... اناااا ... انااااا....
ولم تكمل كلامها من شده البكاء ...
دموعها ... ترهق رجولته ...تشعره بالعجز وتصيبه بالضيق !!!
ضعط عاصم علي كف يدها بقوه وحدثها برقه بطلي عياط علشان خاطري... دموعك غاليه عليا...مش عاوز اشوفها حتي لو علشاني..
نظرت له وهي لازات تبكي ڠصب عني مش قادره...
تعالي...
اخذ يربط علي راسها بحنو محاولا طمئنتها وتهدئة اعصابها ...
هششش... خلاص بقي انا كويس اهو قدامك...وبعدين مېت مره قلت لك ماتخافيش طول ما انا جنبك وفي ضهرك ..مش عاوزه تصدقي كلامي ليه...
ابتلعت غصتها وتحدثت بدموع ڠصب عني خفت عليك ...خفت اخسرك بعد ما لقيتك ..مش هقدر اتحمل خسارتك يا عاصم مش هقدر... انا بحبك ..بحبك اوووي...
تضخم قلبه من اعترافها .. استطاعت بكلمات بسيطه ..
اخذ نفس عميق زفره علي مهل يهدأ به من ثوران مشاعره وقال بضيق زائف يعني انت اختارتي الوقت اللي انا متنيل علي عيني فيه دراعي مربوط ولسه خارج من عمليه وتقولي الكلام الحلو ده !!!
ضحكت علي طريقته وقالت بمشاكسه الله مش بقول الحقيقه وبعدين هتفرق ايه ذراعك مربوط ولامفكوك...
رد بمكر وهو يرفع وجهها بانامله ينظر داخل عينيها لا هو من ناحيه هيفرق فهو هيفرق كتيييير.. بس انت عارفه انا مش بيهمني حاجه...
بعشقك يا سوار...
حالها لم يكن افضل من حاله واجابته بهمس
صوت طرقات علي الباب اخرجتهم من لحظتهم الرومانسيه... قالت بخجل شديد وهي تبتعد عنه محرجه ده اكيد عدي
ابتسم علي خجلها ولكن توحشت نظراته عندما لمح العنه التي لازالت ترتديها من الامس...
سالها بنبره صوت مرعبه رغم هدؤها وهو يشير الي ما ترتديه
انتي عدي شافك بالمنظر ده !!!
ثم اشتعلت نظراته واحتد صوته اكثر عندما انتبه انهم بالمشفي ومؤكد ان جميع من بالمشفي رأها بهذه اللعنه!!!
ده مش عدي بس دي المستشفى كلها اتفرجت عليكي.. انتي ازاي مروحتيش...ازاي ما....
قاطعته بسرعه وهي وتنظر داخل عينيه بحب ڠصب عني يا حبيبي مقدرتش امشي واسيبك ..مقدرتش امشي وانت مش معايا..
تعالت الطرقات مره اخري علي الباب...
هدء غضبه بفعل كلماتها وكانها القت عليه سحرا خاص .. الا ان ملامحه ظلت علي عبوسها..
تقعدي مكانك علي الكرسي ما تتحركيش لحد ما نشوف مين