الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 24 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز


شفتيها بتهكم و هي تتمتم بداخلها وإزاي حعرف 
و انا طول النهار و الليل مسجونة في الأوضة دي مع لوجي إنتبهت لوقوف ندى من مكانها تتفرس أنحاء الغرفة بعينها و هي تتجه نحو الباب قائلة
طيب أسيبك انا دلوقتي اااه نسيت اقلك طنط سناء عاوزة تشوف لوجي هي مستنياكي تحت أروى بأيجاب طيب خمس دقائق و حنزل في برلين ركضت سيلين في بهو المستشفى لتدلف الاسانسير 

و تضغط على الزر الذي يؤدي للطابق الذي توجد فيه غرفة والدتها متجاهلة نداءات سيف الذي كان حرفيا 
يركض خلفها 
وضع قدمه بين بابي المصعد لينفتح مرة أخرى و يدخل رامقا تلك الصغيرة بنظرات غاضبة و هي 
يقولثاني مرة متنزليش من العربية كده و تجري
خليتي شكلي وحش و أنا بجري وراكي انا و القاردز سيلين بصوت لاهث سوري بس كنت عاوز يشوف مامي جدا بدأ غضبه يهدأ لكن في داخله لم يعجبه ماقامت به فهي حالما علمت بأن والدتها إستيقظت 
نسيت وجوده في لحظة و كأنه لم يكن رغم كل ما فعله من أجلها يعلم انها لا تبادله نفس الشعور لكن الاقل فلتعطيه القليل من الاهتمام سكت مكتفيا بتأمل عيناها اللامعتان و هي تنظر 
للارقام المضيئة التي تعلن إقتراب وصول المصعد نحو الطابق المنشود 
فتح الباب لتركض بسرعة بلا مبالاة نحو الغرفة 
توقفت قليلا لتستطيع تهدأة نفسها و فتح الباب بهدوء 
تعلقت
عيناها بتلك المرأة التي كانت ممدة على 
بالبكاء بصوت عال ربتت هدى على ظهر طفلتها
الصغيرة بيدها محاولة تهدأتها قائلة بصوت ضعيف 
إهدي يا حبيبتي انا الحمد لله بقيت كويسة رفعت سيلين رأسها لتأخذ يدها و تقبلها عدة قبلات و هي تستنشق رائحتها الحنونة التي إشتاقت لها حد 
المۏت إنتبهت لدخول أحد ما للغرفة و بدون أن تلف تراه عرفت هويته من خلال رائحة عطره المميزة التي ملأت الغرفة توجه سيف بخطوات هادئة نحو عمته ليقبل 
جبينها قبلة طويلة و هو يهمس بصوت متحشرج
من فرط تأثره وحشتيني اوي حمد لله عالسلامة هدى و قد غلبتها دموعها الله يسلمك يا حبيبي 
إزيك إبتعد عنها سيف لينتقل للجهة الأخرى ليجلس 
على كرسي قريب منها و هو لايزيح نظره عن عمته التي تغيرت ملامحها كثيرا بعد غياب سنوات كثيرا 
قال و هو يرسم إبتسامته الساحرة ععلى شفتيه 
انا بقيت كويس ياطنط بعد ما بعثتيلي أحلى 
هدية جاتني في حياتي 
قالها و هو ينظر نحو سيلين التي كانت منشغلة 
بتمسيد يد والدتها إبتسمت هدى بضعف و قد فهمت مقصده لكنها لم تستطع أن تجيبه أمام إبنتها 
بعد ساعة كاملة قضتها سيلين تثرثر بأحاديث 
عشوائية مع والدتها التي إكتفت بالإستماع إليها هي و سيف خرجا بعد ذلك من الغرفة تاركين هدى لترتاح 
بعد أن طمئنهما الطبيب عليها 
سيلين بتذمر و هي ترفض مغادرة المشفى انا مش عاوز يروح مش عاوز يسيب مامي لوحده 
سيف و هو يسير ممسكا بيدها قائلا بصوت منخفض حبيبي مينفعش نقعد معاها اكثر من كده 
عشان هي محتاجة ترتاح متنسيش إن عمليتها كانت 
صعبة و إلا إنت مش عاوزاها تطلع من المستشفى قريب سيلين بنفي لا طبعا انا عاوز مامي يطلع النهاردة 
سيف بضحك لا النهاردة صعب بس متقلقيشانا مرتب كل حاجة خرجوا من المستشفى ثم توجهوا مباشرة نحو الفيلا 
توقف سيف ليتحدث مع كلاوس و إيريك ليأمرهما 
بتوفير طائرة طبية خاصة لتنقل عمته هدى لمصر 
و معها الطاقم الطبي المشرف على عمليتها أمرهما 
بدفع أي مبلغ يطلبونه المهم فقط الإسراع بتنفيذ جميع الإجراءات 
بعد دقائق قليلة كان يصعد الدرج الرخامي متوجها
نحو غرفة الصغيرة طرق الباب ثم دخل بعد أن سمع
صوتها الرقيق تسمح له بالدخول أطلق صفيرا 
مرحا و هو يراها تجلس على السرير تحاول التعامل مع ذلك الهاتف الذي أهداها له بالأمس جلس بجانبها ثم مال قائلا هو الجميل زعلان مني و إلا إيه
حركت رأسها بنفي و هي تبتعد عنه قليلا 
ثم عادت لتنشغل بالهاتف عندها شعر سيف بتشنج 
أعصابه بسبب تجاهلها له لكنه حاول بكل جهده 
أن لا يبين ذلك رسم إبتسامة مزيفة على شفتيه 
ثم مد يده ليأخذ الهاتف منها هاتفا بنبرة لينة 
محاولا إرضائها سولي حبيبة قلبي انا عارف و مقدر تعلقك بوالدتك و إنك عاوزة تقعدي معاها 
بس الدكاترة منعوا الزيارة لأكثر من ساعة 
عشان صحتها أصلا هي حتقضي بقية اليوم نايمة عشان المهدئات اللي بتاخذها يعني وجودك معاها زي عدمه بس إحنا إن شاء الله بكرة الصبح حنرجع 
نزورها تاني يلا إفردي وشك و خليني اشوف 
الضحكة الحلوة اللي بتنور يومي اضاف و هو يداعب وجنتها باصبعه و إلا إنت عاوزة 
طنط هدى تزعل مني عشان زعلتك 
سيلين بخفوت و هي تحاول التراجع بجسدها 
حتى تتجنب لمساته لا انا مش زعلان 
إستقام سيف من مكانه كاتما غضبه و هو يلاحظ 
بوضوح نفورها منه وهذا مالم يستطع تقبله رغم إعترافه بداخله انها من الطبيعي ان لا تتقبله بهذه السرعة فهي
مازالت لم تتعود عليه و لاتعرفه جيدا 
توقف عن السير أمام الباب ليتحدث دون الالتفات إليها حتى لا ترى ملامحه الغاضبة التي تجعل منه بحق مخيفا لأقصى درجة متتأخريش عشر دقائق 
و تكوني تحت عشان نتغدى مع بعض ضغط في آخر كلامه و كأنه يؤكد لنفسه أنها من المستحيل أن يسمح لها بأن تكون أي شيئ بدونه و أنها أصبحت جزء لا يتجزأ منه أغلق باب الغرفة وراءه و هو يبتسم إبتسامة مچنونة 
متمتما بخفوت سبحان الله حتى إسمك مؤخوذ من إسمي سيف و سيلين في قصر عزالدين 
دلفت ندى لغرفة نوم والديها لتجد والدتها إلهام تجلس 
على كرسي تسريحتها تمشط شعرها الأصفر بعناية 
ثم ترفعه بتسريحتها الأنيقة المعتادة 
تمددت على السرير الضخم و هي تراقب حركات 
والدتها باعجاب تلك السيدة التي تجاوز عمرها الخمسون سنة لكنها تظهر اقل من عمرها بعشر سنوات بفضل إعتناءها بنفسها و بجمالها الخارجي
نظرت إلهام لإبنتها التي كانت تحدق فيها ببلاهة قائلةفي إيه يا ندى مالك بتبصيلي و كأنك اول مرة تشوفيني
ندى باعجاب أصلك حلوة اوي يامامي و كلما بتكبري بتحلوي أكثر و انا عاوزة لما أكبر أبقي زيك ضحكت إلهام بغرور و هي تلقي نظرة اخيرة على نفسها في المرآة وقفت من مكانها ممسكة بزجاجة 
عطرها الفاخرة قائلة عاوزة إيه يابكاشة هاتي من الآخر عاوزة فلوس اكيد و هو إنت إيه اللي حيخليكي تيجي اوضتي غير الفلوس ندى و الله مش عاوزة حاجة ياماما بس انا كنت 
في أوضة أروى من شوية و لاحظت حاجة غريبة إستدارت نحوها إلهام قائلة باهتمام حاجة إيه 
ندى بتوتر مش عارفة ياماما بس شفت هي تقريبا قاعدة في اوضة لوجي انا شفت الدولاب مفتوح 
و في هدم كثيرة ليها هناك و كمان كل حاجتها على التسريحة برفيوم و ماكياج كل حاجة سارت إلهام نحو الفراش لتجلس بجانبها هاتفة 
بخبث لا إنت تحكيلي كل حاجة شفتيها بالتفصيل الممل حكت لها عما رأته في غرفة لوجي و أكدت لها أن أروى لا تقطن في في غرفة زوجها فهي طبعا عندما ذهبت لرؤيتها منذ قليل بحثت عنها أولا في غرفة نوم فريد و عندما لم تجدها إتجهت نحو غرفة الصغيرة 
زمت إلهام شفتيها المصبوغتبن بلون وردي هادئ هاتفة بخبث مممم بقى الحكاية طلعت كده احنا كنا عارفين إن فريد إتجوز عشان يسكت مامته دي 
كانت بتزن عليه ليل نهار عشان يتجوز بنت أختها 
الطماعة اللي إسمها سميحة بس انا كنت متأكدة إنه مستحيل حيقبلها كزوجة بدل مراته اللي ماټت الله يرحمها المهم يلا روحي إنت على أوضتك عشان تزاكري الامتحانات قربت قبلتها ندى ثم غادرت لتبحث عن شيئ آخر تمضي 
به وقتها فهذه تقريبا وظيفتها في القصر لهذا تطلق عليها إنجي لقب النمامة الصغيرة 
بعد دقائق قليلة كانت إلهام تجلس في الحديقة 
حيث كانت سناء تلاعب إنجي الصغيرة التي كانت تصر على النزول من الكرسي و اللعب التراب و الأعشاب لكن جدتها كانت تمنعها إرتشفت آخر رشفة من فنجان قهوتها السوداء
كسواد قلبها قبل أن تضعه على الطاولة الصغيرة أمامها إستعدادا لبث سمها 
أمال فين أروى مش شايفاها مع لوجي اصلي اول مرة اشوفها من غيرها سناء دون إهتمام راحت لإنجي يمكن عاوزة تطلب منها حاجة 
رفعت إلهام حاجبيها متمتمة بعدم رضا ممم طيب 
أصلي كنت عاوزة اقلك علي حاجة مهمة بس ياريت تفضل سر بينا 
رفعت الأخرى عيناها نحوها هاتفة بفضول بخصوص إيه
إلهام يخبثأصلي من شوية لما رحت المطبخ عشان أقول فاطمة تعملي القهوة لقيت الخدامات بيتكلموا على فريد و أروى سناء بدهشة بيتكلموا عن إبني فريدإلهام ايوا امال فريد
إبن الجيران المهم ركزي معايا عشان تقدري تلاقي حل للمصېبة دي قبل ما يسمع أنكل صالح و تبقى مشكلة اصلهم كانوا بيقولوا إن فريد طرد مراته من أوضته و مخليها مع بنته بصراحة انا مصدقتش اللي سمعته بس عملت نفسي إني معرفتش حاجة عشان مكبرش الموضوع 
بس إنت عارفة انكل صالح مفيش حاجة متستخبى
عليه في القصر داه و مصيره حيعرف و يطربق الدنيا على رأس إبنك دي تعتبر ڤضيحة كبيرة للعيلة طيب و هو إنك لما مش عاوزها يتجوزها ليه البنت مسكينة عشان أهلها فقراء و على قد حالهم تقوموا تستغلوا بنتهم كده دي مهما كان بنت اختك ياسناء يعني لحمك و دمك كده تخلي الشغالين اللي عندنا يجيبوا في سيرتها من غير رحمة 
تنهدت بزيف لتكمل تمثيليتها هاتفة بحزن مصطنع
أصعب حاجة على الست إن جوزها يرفضها و يحسسها إن ملهاش قيمة عنده و يخليها تفقد الثقة في نفسها و في أنوثتها شعور صعب جدا داه اكيد 
هددها إنها متشتكيش و لا تقول لحد المسكينة دي لسه عروسة تابعت سناء اللعب مع الصغيرة و هي تخفي إرتباكها و دهشتها من كلام الأخرى فهي تعلم أن فريد لا يتشارك الغرفة مع زوجته منذ اول ليلة زواجه و لكنها لم تهتم 
طالما أن لا أحد يعلم بالأمر و لكنها لم تتوقع أن تعرف إلهام بذلك و هي طبعا لن تسلم من تلميحاتها الساخرة منذ اليوم و كأنها فعلا ستصدق فعلا خۏفها و حزنها على يارا لكنها الان مظطرة للحديث مع إبنها لإيجاد حل أما إلهام
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 63 صفحات