رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
ترف جفن لها وهى تتبعها حتى اختفت عن الأنظار.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت عند لميس
سارت لميس في الحديقة الخلفية بعيدا عن أعين الجميع ثم جلست على المقعد الخشبي جاءت منى من خلفها لتجلس بجانبها وسألتها بهدوء اټصدمتي مش كدا
أنكرت لميس بكذب لا ابدا .. انا بس حسيت بشوية صداع قولت اجي اريح دماغي من الدوشة
هطلت عبراتها على خديها وكأن عقلها وقلبها ينتظر هذه الجملة حتى ټنفجر بكت واڼهارت وخبأت وجهها بين يديها وهمست بصوت مكتوم من قلب جريح بعد كل السنين دي ماقدرتش الفت نظره .. ليه مش شايفني ولا حاسس بيا يا مني ليه
رفعت لميس يديها عن وجهها ونظرت إليها بعيون حمراء عضت على شفتها وتمتمت بصوت أجش عارفة انه هو لا كان ولا هيكون ليا بس دا ڠصب عني
أردفت تنتحب والقهر ارتسم علي محياها بغيرة واضحة بس هجنن واعرف .. لحق يعرفها امتي عشان يحبها .. تعبت من ۏجع قلبي دا والله
قالت كلماتها الأخيرة بصوت واهن ساد الصمت قليلا قبل أن تقطعه مني قائلة بجدية اللي انتي فيه دا اسمه حب من طرف واحد .. علي قد ما مشاعرك صادقة بس مش كاملة .. الحب لازم يكون متبادل بين طرفين عشان يكون اسمه حب حقيقي .. بس اقولك علي حاجة عن اقتناع هتنسيه بسهولة لأنك ماعيشتيش معاه حب وسابك .. انتي حبيته لوحدك لما تلاقي اللي يبادلك شعورك هتنسيه
بقلم نورهان محسن
فى تلك الأثناء
عند باسم
اتجه باسم نحو فهمي وسلمى وهو يمسك بيد أبريل الباردة بين كفه الدافئة لكن استوقفه صوت والدته التي اتجهت نحوه وسألته باستنكار ايه اللي انت عملته دا يا باسم
قاطعت وسام بقية جملته مشيرة له بالصمت ثم صاحت في ارتباك موجهة سؤالها إلى أبريل استني يا باسم لاني مش فاهمة حاجة .. ابريل انتي مش كنتي مخطوبة لمصطفي الترابلسي
ضيق باسم عينيه مذهولا من ذكر ذلك الاسم فيما عقدت إبريل حاجبيها وهي تخفض نظرها بشكل عفوي وكأنها تتأكد من تحررها من هذا القيد الذي حول إصبعها ثم ردت بصوت حاسم مليئ بالثقة تزامنا مع وصول فهمي وسلمى إليهم كنت .. موضوع الخطوبة دا انتهي من فترة وانا حاليا مش مخطوبة لحد
بادرت ريهام لتقول باستخفاف بعد أن وقفت بينهما وداخلها ېحترق على جمر الچحيم مش الاول تاخد موافقة باباك يا باسم
رمى عليها باسم نظرة عايزة ليكمل كلامه واكتسبت لهجته حزما واضحا نال إعجاب إبريل نوعا ما وهو انا عيل صغير قدامك يا عمي واكيد لما نتفق هفاتح والدي بالموضوع ومظنش هيعترض علي قراري
حمحم فهمى يصلح ما قالته ابنته قائلا بنبرة هادئة اعذرنا يا باسم بس الامور دي حساسة والاحسن كان المفروض الكلام يكون بينا علي انفراد مش قدام الناس كدا
عقبت وسام بتأييد لزوجها علي الفور فعلا انت فجئتنا كلنا يا باسم كان طلب مش متوقع خالص .. ياريت كنت اخدت رأينا بينا وبين بعض قبل ما تعلن دا قدام الناس كلها مش دي الاصول ولا ايه
وجهت وسام حديثها إلى سلمى بقوة رقيقة ممزوجة بالكبرياء احنا فيها يا سلمي اهو .. وطالما ابريل مش مخطوبة يبقي ايه المانع!! ولا انتو ماتحبوش تنسبونا!
اتسعت عينا سلمى من الارتباك ومن المؤكد أنها لن تخسر سنوات من الصداقة مع تلك العائلة بسبب هذا السلوك المتهور من هذه المچنونة لذلك تحدثت بأسلوب عتاب يا خبر ابيض يا وسام ازاي تقولي كدا دا احنا نتشرف بيكو ومش هنلاقي احسن منكو .. بس احنا مكنش عندنا اي علم بحاجة واتفاجئنا اوي
مطت سلمى فمها إلى الخارج غير مصدقة لتبريرها لكنها ردت بهدوء ووجهت نظرها نحو أبريل التي كانت واقفة بجوار باسم يتابعان الحديث في صمت تام كلنا اتفاجئنا بس قبل كل حاجة عايزين نعرف رأي العروسة ايه
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة الخلفية
عند منى وهالة
_لحد ماجه عمي صلاح ورفض ارتباط عز وهالة ووواااا
تلاشت الحروف من لسان لميس عندما أدركت ما قالته ومع من قالت لتحاول إصلاح الموقف وتمتمت بصوت باك معتذر مني انا اسفة والله العظيم من تعب اعصابي شايفة الدنيا كلها ضباب و مش عارفة انا بقول ايه عشان خاطري ماتزعليش مني .. الموضوع دا الكل نسيه اصلا واولهم عز انتي بقيتي كل حياته من ساعة جوازكو
اومأت منى بفهم لكنها لم تستطع أن تصد عن قلبها نغزة الألم التي أصابته ففي كل مرة تهرب من هذا الآمر تفتح صفحاته من جديد بطريقة أو بأخرى لكنها استطاعت أن ترسم ابتسامة باهتة على فمها وقالت بهدوء من غير ماتبرري انا مقدرة اللي بتمري بيه .. عارفة في بداية جوازي من عز كنت خاېفة من دنيتي الجديدة و كنت
بغير من هالة مش هنكر لاني كنت عارفة انه حاول يتقدملها وانكل صلاح ماوفقش و رفض تماما موضوع نسب القرايب دا .. وكنت حاسه انها هتخطفه مني رغم ان عز بنفسه فهمني الموضوع كله و انه من يوم ماعرفني وحبني و مابقاش في قلبه غيري ..
تنهدت مني نفثت الهواء في صدرها مضيفة بصدق بس عارفة بعد كدا لاقيتني حبيتها لما حسيتها طيبة وتعاملها حلو معايا وانهاردة فرحانة من قلبي عشانها وبتمنالها تعيش مبسوطة .. رغم ان موضوعها مش مريحني وخاېفة عليها
تمتمت لميس بحزن طاغي واستنكار تغضنت به ملامحها بس انا مش هقدر اتقبلها خالص .. من لحظة ما شوفتها ماحستش نحيتها بأي بقبول
هزت مني رأسها بنفس متكلمة بتشجيع مش مطلوب منك تتقبليها خالص .. بس لازم تفوقي لنفسك انتي اهم لنفسك عن اي حد
بقلم نورهان محسن
فى غرفة المكتب داخل فيلا صلاح الشندويلي
_انت فين يا صلاح!
صدح نبرة الصوت الأنثوي الناعم بتساءل حينما وضع صلاح الهاتف على أذنه حيث يجلس أمام مكتبه وأجابها بهدوء معاكي يا قلبي .. معلش روحت المكتب اعمل شوية مكالمات مهمين
غمغمت بإصرار طيب انا عايزة اشوفك دلوقتي
حذرها صلاح بنبرة هامسة والضيوف ووسام اصبري شوية
احتدمت لهجتها غيظا وهتفت بإنفعال صلاح بقولك عايزة اشوفك تقولي ضيوف ووسام .. خلاص خليك معاهم وانا همشي
زفر صلاح بقوة ماسحا علي وجهه بإرهاق ليقول بإستسلام استني ماتزعليش خلاص هجيلك
عاد صوتها إلى طبقته الناعمة الحنونة قائلة بحب طيب يا روحي تعالي علي المكان بتاعتنا ماتتأخرش
ابتسم صلاح منهيا المكالمة خلاص جاي هخرج من الجنينة الورانية .. سلام
بقلم نورهان محسن
عودة عند ابريل
_كلنا اتفاجئنا بس قبل كل حاجة عايزين نعرف رأي العروسة ايه
نطقت أبريل بنبرة ناعمة خجولة ممزوجة بالتحدي عندما اتجهت كل الأنظار إليها اللي يشوفوا بابا ماقدرش اعمل حاجة هو معترض عليها .. بس انا متأكدة انه مش هيعترض .. هو مايهموش اي حاجة في الدنيا غير انه يشوفني مبسوطة مع اللي اختاره مش كدا يا بابا .. وكمان ان طنط سلمي هتفرحلي من جوا قلبها لانها بتعتبرني بنتها وانا بحبها جدا عمري ماحسيتها مرات اب لان فيها حنية الدنيا كلها
ضيقت سلمى عينيها عليها وفهمت ما ترمي إليه لكنها كظمت غيظها منها وابتسمت بإصفرار قائلة بلطف كاذب طبعا يا حبيبتي بس دا جواز مش لعبة تفسخي خطوبة وتدخلي بخطوبة تانية .. في ترتيبات كتير قبل الخطوة دي وانتو كدا حطتونا كلنا قدام الامر الواقع
أخفضت ابريل نظرها إلى الأسفل متظاهرة بالإحراج وخرج صوتها مطابقا لتعابيرها المتغضنة بآسى فعلا دي غلطتي .. انا كنت مكسوفة اقولكم بس لازم تعرفوا .. انا فسخت خطوبتي امبارح لإني اكتشفت انه متجوز وعنده اطفال وكان مخبي عني
انذهلت وسام مخاطبة إياها معقولة مصطفي يعمل حاجة زي كدا احنا كلنا كنا فاهمين انك عارفة بالموضوع
ردت ابريل بنفى لا ابدا
تدخلت سلمى في الحديث محاولة إنهائه لتقول بابتسامة مضطربة احنا مستعجلين علي ايه الليلة بتاعت هالة وياسر الايام جاية كتير وهنقعد مع بعض في اقرب فرصة كلنا نتكلم في الموضوع علي راحتنا
ابتسم باسم ابتسامة عريضة وما كان يهدف إليه قد تم إنجازه بالفعل فهتف بارتياح مفيش مشكلة بس المهم اننا اخدنا منك يا فهمي بيه موافقة مبدأية علي الموضوع
هز فهمي رأسه بالإيجاب قسرا وقال مبتسما شئ يشرفنا نسابكم يا بني .. احنا اكتر من اهل مش بس اصدقاء لعيلتكم
تبادلوا الابتسامة بمشاعر مختلفة قبل أن يعود كل منهم إلى طاولته ولم يتبق سوى باسم وأبريل وهالة وياسر وريهام.
غمغمت هالة مبتسمة بإندهاش دي اغرب و اسرع ارتباط شوفته في حياتي
تساءل ياسر بنبرة شبه مرحة يعني كنتو حاسين بحاجة ناحية بعض من فترة .. اتفقتو تصرحوا بحبكو الليلة قدام الكل يا نمس
إستولى باسم بحنان على كفها الرقيق في قبضته رغما عنها وأجابه بصراحة لأول مرة هذه الليلة لا الموضوع جه من غير ترتيبات
خرجت ريهام من شرنقة صمتها الذي يغلفه الصدمة والخېانة وخيبة الأمل منه وقالت بابتسامة باهتة ممكن لحظة يا ابريل!
أومأت إبريل برأسها موافقة بينما التقت عينا ريهام بعينيه بنظرات قاټلة منها قابلها هو بإستهتار قبل أن تغادر معها حتى يتمكنوا من التحدث على انفراد.
بقلم نورهان محسن
عند لميس
نظرت لميس إلى الأرض