رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
وخرج صوتها پألم معترفة حبي الخيالي دا اتحول لمرض خبيث بياكل في قلبي كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله وعارفة لازم افوق بقى من مرضي بيه .. هو عمره مافكر فيا ولا شافني غير اخته ..
نظرت مني إليها بأعين ضيقة حزينة عليها وقالت بمواساة ماتزعليش مني بس انتي اللي معشمة نفسك علي الفاضي وموقفة حياتك .. عارفة حالتك دي عاملة زي واحد جالو شوية برد وفاقد حاسة التذوق مهما داق الحلويات علي لسانه ليها مكنش اي طعم .. فإتعقد وبقي رافض ياكل منها تاني رغم انه رجع طبيعي
رفعت لميس عينيها الباكيتين إليها لتقول ب حړقة وبحة في الصوت ليه بتلوميني يا مني !! و كأني اخترت اني اكون بحب واحد مش حاسس بيا
قالت مني بجدية عشان الانسان دايما عنده اختيارات بس هو زي مايكون الاعور دايما بيبص للدنيا بعين واحدة .. انتي في ايدك تغيري حياتك تفتحي عينك وقتها يمكن تشوفي وتحسي باللي بيحبك وشاريكي بجد
شعرت لميس بشيء من الراحة بعد سماعها هذه الكلمات فردت بكل عزم ومسحت عينيها بأطراف أصابعها لازم انساه مفيش حل غير كده هو خلاص مش هقدر اتعب ف نفسي اكتر من كدا
اتسعت ابتسامة منى ودفعتها بكتفها بلطف وتمتمت بنبرة متحمسة مرحة دا الكلام العاقل كفاية عياط بقي .. بوظتي الميكاب بتاعك تعالي معايا اغسلي وشك
قالت لميس ذلك بابتسامة بسيطة فبادلتها مني الإبتسامة وهي تخاطبها بحنان طيب بس عشان خاطري ماتزعليش نفسك وانبسطي بالدنيا احنا عايشينها مرة واحدة
عند ابريل
وقفت ريهام أمامها لتحذرها بنبرة هادئة ابريل يا حبيبتي بلاش تتسرعي .. قرار زي دا ماينفعش يتاخد بالسرعة دي .. خصوصا انك لسه مصډومة من مصطفي
أخبرتها ابريل بإستياء انتو ليه مش عايزين تقتنعو ان صفحة مصطفي قطعتها من حياتي الموضوع انتهي بالنسبالي
نفت ريهام برأسها ولوت فمها بإستنكار محاولة إقناعها بالتخلي عن قرارها ازاي بس انتي ماتديش نفسك فرصة تفهمي الموضوع منه .. وازاي ترتبطي تاني يوم بباسم وانتي ماتعرفيش حاجة عنه خالص
فى نفس الوقت
عند منى
كانت منى واقفة تنظر إلى البدر وسط السماء في شرود تام فهي بطبيعتها الفطرية حالمة وتحب الطبيعة الخلابة جدا.
مرت لحظات قليلة فى الهدوء عليها قبل أن يشق الصمت شهقة مذعورة ومټألمة منها لتجد نفسها تقابل نظرات عز الحادة فصړخت بعدم إستيعاب ايه دا!! حاسب دراعي !
رد عز علي سؤالها بسؤال أخر فى همس غليظ من بين أسنانه بينما هو جاحظ العينين بشكل مخيف كنتي فين يا مدام!
بدأت تفرك بالألم مكان قبضته وهى تطالعه پغضب وأجابته بتبرم ساخط هكون فين يعني كنت بتكلم انا ولميس!
حملق عز في هيئتها بعينين تتلألأ بالغيرة فعض على سنانه بغل يكبت بتلك الحركة غضبه منها وسألها باستنكار شديد وايه اللي لابسة دا يا مدام!
أجابت منى على سؤاله بسؤال عفوي أخرى وقد نسيت ما فعلته ايه ماله الفستان!
صړخ بخشونة ايه اللي ماله انتي اتعميتي ولا الادوية اللي بتاخديها مؤثرة علي نظرك مش شايفة المنظر!
خفضت مني نظرها إلى حيث كان يشير فأغلقت الشال بحركة عفوية مصيحة بتبرير ماخدتش بالي .. خلاص مابقاش في حاجة باينة اهو .. وبعدين دي موضة الفستان هو كدا
تابعت مني بنبرة معترضة وايه الاسلوب اللي بتكلمني بيه دا!
صر عز على أسنانه بقوة وزمجر بصوت حاد اكلم بالشكل اللي يعجبني وماتجننيش عليكي يا مني احسنلك
نظرت منى إليه پخوف
من غضبه الكبير ففتحت فمها الوردي محاولة الشرح بكلمات مشتتة ما الفستان عليه شال اهو ومغطي المنطقة اللي فوق كلها .. انت ليه بقيت بتكبر الامور اوي كدا!
أنهت منى حديثها بتنهيدة ناعمة من حرارته المتوهجة التي انتقلت إليها لتربك حواسها فيما اعتبر عز ما قالته استخفافا منها فتقلصت ملامحه بالاشمئزاز وهو يهدر پغضب وغيرة عمياء دا انا اللي مكبر الموضوع ولا انتي اللي مابقتيش حاسة بنفسك يا مدام مش ملاحظة انك تخنتي مش شايفة شكلك بقي عمال ازاي وفي حاجات مابقاش ينفع تتلبس ولا تليق عليكي
مج عز بكلماته الغليظة وهو يشاهدها وقد اتسعت عيناها من الصدمة بعد أن وجه لها إهانة مباشرة فى جوهر أنوثتها.
نهاية الفصل الثاني والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن
الفصل الثالث والعشرون رواية جوازة ابريل ج
فى الحفلة
يرقصون في مبنى يسمى التعريشة مكون من أربعة أعمدة معدنية تدعم سقفا مصنوعا من أجزاء متشابكة تنمو عليها نباتات متسلقة لتستقر فوقها مصابيح تشع أضواء ملونة متحركة.
تتحرك أبريل معه بشكل غير مريح وهم يرقصون على إيقاع الموسيقى الهادئة واضعة يدها فوق مرفقه بسبب فارق الطول الكبير بينهما وهي تفكر بسخرية فمن الطبيعي أن يؤدي الرقص في هذه الأجواء الرومانسية إلى خلق الانسجام والاسترخاء بين من يرقصون معا وهذا عكس مشاعرها تماما.
ضغط باسم على كفها بخفة وهمس بصوت مليء بالتحذير ليخرجها من دوامة أفكارها طبعا مش محتاج اقولك انك المفروض تبتسمي .. عشان ماينفعش ان حد يلاحظ ان الموضوع في حاجة غلط
هزت إبريل رأسها بالموافقة بابتسامة صفراء بينما عيناها اللتان ارتفعتا متلألئتين بالغيظ لتقابل بهم نظراته المليئة بالفضة الذائبة قبل أن تتمتم بانزعاج خفيف انت ازاي تعمل كدا
رفع باسم حاجبه الإيسر مجيبا إياها بإستفزاز عملت نفس اللي عملتيه برا
تابع باسم حديثه بلهجة إعجابا نظرا لسرعة خطواتها التي تطابقت مع إيقاع حركاته أثناء رقصهم باين عليكي بتعرفي ترقصي كويس .. شكلك متعددة المواهب كڈب وتمثيل ورقص و لسان طويل
أنهى باسم كلامه بغمزة عابثة من رماديتيه لتلقى عليه نظرات حادة لردعه عن مضايقتها وكأنها تهرب بالڠضب من إستحضار ذكريات أصبحت تكرهها الآن بسبب حنقها من شقيقها الذي علمها الرقص حتى تتمكن من مجاراة خطيبها السابق في الزفاف المزعوم قبل أن تزمجر بصوت تحذيري صارم حاسب علي كلامك وماتغلطش
قطب باسم حاجبيه ليتمتم بإغتياظ يعني حطتيني قدام الامر الواقع و كمان عايزاني اسكت وماتكلمش
نظرت إليه أبريل كما لو كان له رأسان عاقفة حاجبيها بغرابة وقالت مستفسرة هو مين اللي حط مين!! انت اتقدمتلي قدام اهلي والناس دي كلها
أنهت أبريل جملتها ورسمت علي وجهها ابتسامة خادعة عندما لاحظت نظرات والدها تتجه نحوها من بعيد ثم تابعت بنبرة باردة تتناقض مع فوران قلبها ازاي تسمح لنفسك تعمل كدا
تساءل باسم بكل برود ولؤم وهو يجارى حركاتها وانتي مارفضتيش ليه
بقلم نورهان محسن
فى الحديقة الخلفية لفيلا الشندويلي
تحديدا عند عز
إجتاحه الندم على ما اقترفه بسبب تسرعه وغضبه الچحيمي وظل صامتا وكان هناك صوت بداخله بدأ ليلومه كثيرا وقبل أن يتمكن من إصلاح ما كسره بداخلها أخذت الأمر على عاتقها وتحدثت بهدوء اللي ملاحظاه فعلا انك بقيت بتمسك في اقل تفصيلة فيا وتنتقدها .. بقيت تتعمد تجرحني بتنمرك عليا وعلي شكلي
_معلش لو ماكنوش عجبينك .. بس انت يا باشمهندس شكلك نسيت انا تخنت زي مابتقول كدا من ايه!
رفعت مني إحدى حاجبيها بسخرية وحثته على الكلام لكنه لم يخترق غلاف الصمت الذي حصن به نفسه فتابعت منى الكلام بنفس الهدوء اللاذع على عكس الأجيج في ثنايا قلبها مش برده الادوية اللي باخدها عشان احمل هي اللي بهدلت جسمي كدا!! بس طبعا هتفتكر ازاي وهو انت اصلا تعبان في ايه!
قالت منى كلماتها الأخيرة بضيق شديد على الأمر برمته وقد استفزها صمته أكثر ظنا منها أنه غير مبال فارتدت قدميها تلقائيا تنوي الهرب منه لكن سرعان ما تحرك مانعا إياها من الابتعاد وهو يسألها بسخط رايحة فين .. احنا لسه مخلصناش كلمنا!
صړخت به منى بهيستيريا وحدية وهي تدفعه بقوة وكم آلمه ذلك بشدة اوعي ...!!!
زمجر عز بصړاخ مماثل وقبضتيه تأسرها بعناد لا مش فاهم .. مش فاهم غير حاجة واحدة بس .. انك بقيتي بتستقصدي تستفزيني في كل فرصة .. مع اني قولتلك قبل كدا وحذرتك بس اظاهر ان مافيش فايدة!!!
اجابت مني على سؤاله بسؤال يفوح منه التعجب عملت ايه انا لكل الكلام دا .. عملتلك ايه يعني
فجأة تركها عز وأغمض عينيه وهو يتنفس بصعوبة بينما يمسح علي صفحة وجهه بكلتا يديه من أجل تهدئة أعصابه قدر الإمكان ثم نظر إليها مرة أخرى بعيون جاحظة عن كثب وقال لها بمنتهى السخرية ابدا ولا حاجة معملتيش حاجة .. لابسة بس فستان غير اللي نقناه مع بعض عناد فيا .. وغنيتي في الحفلة ولا كأني موجود ولا فكرتي تاخدي اذن الطرطور اللي معاكي
حتي
تجاهلت منى كل كلامه وركزت أفكارها على نقطة واحدة مما دفعها لطرح سؤال عليه بارتياب هو احنا مش اتفقنا اني هرجع لشغلي بالأوبرا ووعدتني بتفكر !!
خرج منه تأوه حادا ينم عن مدي ضجره فى تلك اللحظة من هذه السيرة يووووه
اهتزت عيناها مستنفزة من عصبيته الزائدة دون أن تفهم سببا واضحا لانزعاجه الواضح وأشارت إليه بإصبعها وبصوت مرتعش سألته انت ليه كل ما نفتح الموضوع دا تتعصب عليا
تصلب فك عز قبل أن يتشدق مجيبا عليها پغضب منزعج لانك عارفة كويس رأيي فيه .. بس بتتعمدي تجننيني عن قصد
رفعت منى كتفيها إلى الأعلى هزت رأسها بقوة وهي ترد عليه نافية التهمة الموجهة إليها معملتش كدا يا عز .. انا احترمت كلامك لما قولتلي بلاش تنشري اي فيديوهات علي التيك توك والانستا .. لكن انا عايزة ارجع لشغلي اللي سيبته سنين عشانك .. يمكن نفسيتي تتحسن .. ايه المشكلة يعني لما اغني دي خطوبة بنت عمك .. ماقدرتش اكسفها لما طلبت
ظهرت على وجهه علامات السخط وهو يسأل بغلاظة